Tuesday, July 23, 2013

لـن أذهـب للـسـوبـر مـاركـت



عندما خلت إليَّ شياطيني بالأمس قالوا لي أنهم لا يشعرون بأي "سـَلسـَلة" ، ألسنا في الشهر الذي تسلسل فيه الشياطين ؟!

رمضان هو الشهر يخلو من الشياطين كما نعلم ، و ما يتبقى داخل كل واحد منا ليس سوى شيطان نفسه. الذي قد يكون له التأثير الأقوى علينا. لكن ، مالي لا أشعر بأي فرق؟

رأيتُ أنني لست شخصًا شيقـًا بالنسبة للشياطين الحقيقيين ، و أن الإغراءات التي يسيطر بها الشيطان على الآخرين لا تشكِّل إغراءات بالنسبة لي ... أو على الأقل لم يعد الأمر كذلك معي ، منذ السنوات الخمس الماضية مثلاً.
بداخلي أحساس بالأمان لأن كل الوسوسة التي تدور في عقلي هي من فعل رغباتي أنا ، و أسعد بأنني - بعقلي الواعي - لا أرى أي اختلاف يطرأ على شخصيتي في رمضان ... لكن عندما أخلو إلى نفسي ، أضحك من هذا الكم من السذاجات ... "حتى نفسي الأمارة بالسوء ، طلعت هبلة"

"لن أقشـِّر الخيار لعمل السلطة " ، "لن أسخن الخبز ، سأتركه يسخن بفعل حرارة المطبخ" ، "لن أذهب للسوبر ماركت ، سأجعل صبي السوبر ماركت هو من يأتي" ، "لن أذهب للجري اليوم ... سأكتفي بنط الحبل" ، "لن أرفع غطاء الحلة كي لا يغريني البخار"

أرى مع مرور السنوات أن أمر الشر ، و الشيطان ، و الأخطاء ... هو أمر مبالغ فيه. كما أرى أنه لا يتعلق بأي نوع من أنواع تحصين الإنسان لنفسه ضدهم؛ الأمر ليس سوى اختيار محض ، بالإضافة إلى الكثير من الحظ  الذي يجعل كل منا على فِطرة ما ؛ و فطرتي هي ما أفعله من تلقاء نفسي  و عقلي منشغل بأمر آخر. و هو ما أعود دائماً إليه في النهاية ، مهما علقت بي من شوائب بعد طول الجري في الحياة ... ماذا ستفعل أنت لو كنت تتحدث مع شخص ما ، و طارت بينك و بينه واحدة من تلك الفراشات الرمادية ... هل ستقتلها ؟ أم ستلف قبضة يدك عليها بحيث تستطيع التنفس حتى تخرج يدك من الشباك و تحررها؟