Tuesday, February 24, 2015

مات الرجل الي أحب





النصيحة التي يقدمها الأطباء و الأمهات لمَن تضع مولودًا هي ألا تصرخ من الألم ، كي لا تهدر طاقتهِّما... لم يزل الطريق طويلا أمامها قبل أن تخور قواها و يحين وقت الصراخ.

***
كانت الوجبات الثلاثة هي ما تجمعنا. نجلس و نأكل. و في هدوء نتحدَّث، و نتمتع بالصحبة ، و نتعاتب، و نصفي الحسابات القديمة. أحيانًا يكون الكوب فارغًا ، و أحيانًا يكون ممتلئًا بنسبة تسعون بالمائة. لكن مهما امتلأ الكوب الآن ، لا يوجد جانب مشرق من موت الرجل الذي أحب.

بعد أن مات الرجل الذي أحب، لم أبكِ ، و لم أنكسر... لا قوة. و لكن استسلام لفكرة أكبر من أن خلافاتنا الكثيرة كانت السبب في عدم سعادته معي، بل لأننا لم يكن مقدَّرًا لنا أن نكن معًا من البداية. مهما كنت أدفع بكل قوتي كي أُنُجح تلك العلاقة.

كم كانت لنا من اتفاقات. و علامات وضعناها على جانبي الطريق كي نتذكر ، و كي نحدد بها مسار رحلتنا معًا. كنا نضع العلامات على أوقات وصلت بنا الصراعات إلى ذروات الجنون...

قبل أن يموت بساعات أخبرني ، أنه ممتن لما كنت أفعله وقت أولى العلامات في طريقنا كي أتشبث به جيدًا ، و لأنني كنتُ أضخُ من روحي في هذه العلاقة كي لا تموت ، و اعترفَ لي أنه في ذلك الوقت لم يكن يبادلني نفس النية ، و أخبرني ليلتها أن كل ما تحمَّلته وقتها يعود إليه الآن و يملأه بالدفء. ثم ذهبت عينه في النوم في سكون.

نمتُ أنا أيضًا راضية عنا و بداخلي هذا الإحساس الذي قد يشعر به شخص يرغب بشدة في إنجاز شيئًا ... و تحدى نفسه حتى صار أقوى منها، و اجتهد حتى رضي عن نفسه مهما ستكون النتائج ... ثم ذات ليلة، تحقق الحلم.
كان شعورًا جيدًا. لكن ما شعرته في رحلتي بين التمني و التحقيق كان أكثر روعة و ذا ثِقَل و قيمة أكبر في قلبي.

 لكنني لم أقل له ذلك ... قلت لنفسي سأتركه ينام الآن ، و في الصباح سأبدأ الاستمتاع بهذا الحلم الذي تحقق. ثم استيقظتُ ، صليتُ الفجر... ثم إذا به يموت أمامي ... لحظة تلو الأخرى ... مات بالكامل في أربعين دقيقة.

حتى الآن ، بعد أكثر من تسعة أشهر من وفاته ، لازلتُ أرغب في أن أحكي حكايتنا ، لكن لا أرغب في سرد الأحداث. سأحكي فقط ما كان رغم تكراره ، لا يندهس بين تروس الروتين ، و لا تطوله نيران صراعاتنا.

وجبات الإفطار ... و هو. لم أجد شخصًا في حياتي تهمه وجبة الإفطار مثلي سواه.

أترك الخبز خارج الفريزر كي يزول تجمده على مهل بدفء حرارة المطبخ. أقطِّع الفلفل الأخضر مكعبات صغيرة. أخفق البيض مع القليل من اللبن الأبيض. أضع الطاسة التي أحبها على النار الهادئة ، ثم أضع بها مكعب الزبدة المتوسط ، أضيف الفلفل الأخضر و بعض الملح... 

قليلاً من الوقت يمر و أنا ثابتة مكاني ممسكة بمقبض الطاسة أفكر فيما سأرتديه ذلك اليوم. ثم أضيف مزيج البيض و أحرك الطاسة كي لا يلتصق القرص. قبل تمام النضج ، أرفع حرارة النار ، و أضيف حفنة كبيرة من الجبن الرومي الذي أبشره مسبقًا ، ثم أطوي قرص البيض على بعضه في شكل نصف دائرة. ثم أعيد الخطوات السابقة كلها مرة أخرى. نصف دائرة له ، و نصف دائرة لي... و لأنني أطعمه بيدي ، يكن من نصيبه ثلاثة أرباع الدائرة ، و ربع من نصيبي ، مع الكثير من الشبع بشبعه و الرضا برضاه...

أول مرة... كنتُ مربعة ذراعاي بجواره في السيارة ، و هو يحاول أن يشاكسني كي أخرج من صمتي و غضبي من شيء ما فعله... شيئًا متكررًا لا يهم الآن ، بعد القليل من الوقت و الكثير من المشاكسة ، حللتً ذراع من ذراعاي و علقتً قبضتي في الهواء بيننا - أعدُ على أصابعي و أسرد له كل المرات التي كرر فيها نفس فعلته تلك ... فردتُ إبهامي ، ثم سبابتي ، ثم وسطاي ... و في جزء من الثانية رمقتُ على المقعد الخلفي كيس الحرنكش الذي اشتريناه منذ ساعات و تبقى منه القليل. قطعتُ حديثي في منتصفه... "تاكل حرنكش؟" ، فطلب يدي للزواج للمرة الأولى. كان ذلك بعد تلاثة شهور منذ بدء علاقتنا.
.
.
وجبات الغذاء الأبسط كانت الأمتع له ... يوم ذهابه للتمرين يتوافق مع يوم تأخري في العمل، أُسرِع في الطريق إلى البيت ، أغير ملابسي سريعًا و أتذكر أن مطبخي قد ينقصه بعض الأشياء لإعداد وجبة مشبعة له... أقف في المطبخ دقيقة أراجع المعطيات ؛ البصل، الطماطم ، الكوسة ، الفلفل الرومي ، و الأرز الكافي ، و حلة في الثلاجة بها شوربة دجاج.

لا يحب صلصة الطماطم... بينما أحبها كثيرًا.

أسرع في غسل الخضروات و تقطيعها و تتبيلها بالملح و الفلفل و مزجها مع بعضها بيدي. أدفيء الشوربة على النار و أضيف منها على الخضروات حتى أغمرها و أتركها على نار هادئة ، و البقية أعد بها شوربة لسان العصفور. أجمل ما في صينية الكوسة هو أنها ليست سوى وقت أقضيه في تقطيع الخضروات ، و أنها تُعد سريعًا و بالكامل في إناء واحد.

أذهب للاستحمام و أخرج سعيدة برائحة الفلفل الأخضر في البيت ، مثله تمامًا. هي مفاجأة له في كل مرة. أنني بعد يوم العمل  الطويل، أطبخ.

ذات ليلة... كانت رائحة اليود تفوح من كل شيء ، و البحر كان دافئًا في ذلك الوقت من المساء. و نحن وحدنا على الشاطيء حين طلب يدي للزواج للمرة الثانية.

Liebe Ist Alles
 الحب يعني كل شيء.

كان يتحدث الألمانية (و الفرنسية بطبيعة حال كل خريجي مدراس الرهبان الكاثوليك) ، و يستمع للكثير من الأغنيات الألمانية... التي أصبحتُ أحب أن أسمعها و أغنيها دون أن أفهم ما تقول. و كان عندما تأتيه مكالمة من ألمانيا يترائي أمامي تجسيد لشخص هتلر. و كنتُ عندما أسأله عن صحة نسبه لأبيه من باب التأكُّد ، كان يتحدث قليلاً عنه ثم يخبرني أنني لي رائحة تشبه رائحته. ذلك بجانب كوني كنت أمًا له ... رغم فارق العمر الكبير بيننا.

في أحد الأيام كنتُ أقف أمام الحوض أدعك ياقات قمصانه بالفرشاة و الحمام معبق برائحة مسحوق الغسيل ، عندما ابتسمتُ للفكرة التي أنارت في رأسي - طوال عمري و كانت الندبات على أجساد الآخرين تستهويني ، و أستمع بإخلاص لتفاصيل الحكايات وراء كل ندبة. ليس غريبًا أبدًا أن أسقط في حب طبيب تجميل، يفهم الندبات جيدًا ، و يملك القليل منها. ندبته المفضلة لدي كانت تلك الموجودة على ركبته نتاج عملية أجراها و هو في العشرينيات من عمره ... أي منذ أكثر من عشرين عام.
.
.
على العشاء... أعد له البيض دون الصفار و دون الجبن الرومي، و بالكثير من الفلفل الأخضر. و سندويتشات الحلاوة الطحينية التي لم يكن مجنونًا بها مثلي ، لكنه اعتاد على كوني أبدأ بها قبل الإفطار و أكتفي بها على العشاء.

كانت علاقتنا منهِكة. و بالنسبة لي كانت تشبه قصة يأجوج و مأجوج ... كل يوم أقضيه أحاول اختراق حائط بيني و بينه ، و أنجح في ذلك بدرجة ما. و أنام تلك الليلة ، و أستيقظ في الصباح أجد الحائط قد عاد عاليًا و سميكًا كما كان. و ذلك جعلني غير قادرة على الاعتماد على وجود أي مدعى للرضا أو الاطمئنان أو السعادة بيننا... لأنني أعلم أنه على أي حال ، غدًا سأبدأ هذه العلاقة مرة أخرى من الصفر.

كنا نتحدَّث يومًا، عن أشياء عادية. و فجأة انفتح صندوق أسراره في وجهي... و أخبرني قصته مع زوجته السابقة. كل التفاصيل. و باح بشيء من ندمه على اختيارها ، لكنه راجع نفسه سريعًا و تذكر ابنتيه الجميلتان منها.

يومها أخبرته أن السبب الدائم الوحيد الذي يدعوني لأن أطمئن له هو أنه تشبَّث بحيازة ابنتيه في بيته لا في بيتها... قلت ذلك لأنني عندما أنظر لحالات الطلاق حولي أجد أن ما فعله نادر الحدوث من ناحية الأب. نظر لي و تقلَّب وجهه في حيرة - كمن كان منهمكًا في شيء ما ثم رفع رأسه و لاحظ فجأة أن الشمس قد غابت دون أن يدري -  و طلب الزواج للمرة الثالثة. ثم سألني باستغراب عن السبب الحقيقي وراء عدم رغبتي في عرقلة قدمه و امتلاكه بالكامل؟ سألته بنفس الاستغراب: ألم يحدث هذا بالفعل؟ ... صار بعدها يطلب الزواج كل يوم. 

***

في الحقيقة، لم يمت الرجل الذي أحب... لم يزل على قيد الحياة. لكن كشخص آخر  لا أعرفه...

 بعد ما اكتشفته ذات ليلة ، ذاب ذلك الشخص تمامًا ... كأنه لم يكن موجودًا... و أصبحَت الطريقة الوحيدة التي أستطيع بها استرجاع ذكرياتنا الجميلة دون أن يلوثها ما اكتشفته... هي أن أعتبره قد مات ، و أن هذا الشخص الجديد هو شخص آخر يشبهه شكلاً لكنني لم أعرفه من قبل.

اكتشفتُ أنه لم يكن في معدنه نفس الشخص الذي عرفته. لم يهجرني. لم يسافر و يتركني... بل ما حدث كان أنه ليلة ما أخبرني أن كل ما تحملته وقتها يعود إ ليه الآن و يملأه بالدفء ، و ذهبت عينه في النوم في سكون ، لم يصبح على قصتنا الصباح. لا يهم الحكي عما عرفته ذلك الفجر ... فما عرفته كان بمثابة حبة الفراولة فوق كأس الآيس كريم – أكثر ما يلفت الانتباه.

رأيتُ أن وجوده في حياتي بعد كل تلك السنوات يشبه تلك اللحظة التي تحدث لي كثيرًا في السوبر ماركت... أن أتحدث إلى صديقتي و أنا أنظر إلى شيئًا ما على الرفوف، ثم أنظر إليها و أكتشف أنها ليست بجواري ... و أنني كنتُ أتحدث إلى شخص آخر لا أعرفه. فأمشي بعيدًا عنه لا إراديًا.

لستُ غاضبة عليه... و عندما أحاول أن آخذ بإحساسي إلى المكان الصحيح... أجد أنني أفتعل الغضب على شخص غير موجود.

عندما أخلو إلى نفسي ، فأنا أخلو إليه. أجلس صامتة في حضرته. لا عتاب و لا بكاء. فقط القليل من الحسرة ، و بعض الإحساس بالوجع الذي كان موجودًا طوال السنوات الثلاث ، وبعض الرضا بهذا القُرب المألوف... و القليل من التفاصيل الصغيرة التي تهجم عليّ في أسوأ توقيت.

لم يكن رجلاً شريرًا. لكنه فقط بدأ معي كلعبة صغيرة. ثم بدأ يتعلق بها. و رأى اختلاف في رد فعله تجاه حماقتها... لا يتجاهلها كما كان ليفعل مع غيرها من اللعبات الصغيرات. و كان ذلك في حد ذاته يثير جنونه. و انتهى بها الأمر و هي تُخرج أسوأ ما فيه.

أنا صعبة المِراس. أعلم.

... كان يقول أنه يحب صوتي، لكنه لم يحب الطريقة التي أختار بها كلماتي ، كان يقول أنه يحب أنني أمارس الرياضة و أركب العجل ، لكنه لم يحب أن شعري لا يبدو في أحسن أحواله معظم الوقت ، كان يقول أنه يحب جسدي "القوي" - على حد وصفه ، لكنه لم يحب ملابسي ، و كان يرى أنني لستُ "شيك" بما يكفي. أنا لم أتخرج من أحدى كليات القمة ، و لم أتم دراستي في مدرسة الراهبات و قام أهلي بنقلي إلى مدرسة حكومية ، و لا أتحدث الفرنسية و لا الألمانية. لكنه كان يحب قدرتي على أن أُخرِج منه الكلام بسلاسة.

 ... لم أكن ملاكًا بريئًا.   

لم يكن رجلاً شريرًا ، لكنه وصل لمرحلة من العمر حققت له الأمان من خطر أن يسقط في الحب تلك السقطة التي تسبب الشقاء و السعادة معًا. و كان يعتبر ذلك من حُسن حظه. لكنه سقط في حبي و هو يتمنى لو كنتُ شخصًا آخر بنفس الروح و العقل ربما ، و بوجه آخر جميلاً يليق بوسامته كوجوه الفتايات الأخريات - يستطيع أن يتشرَف بها أمام أهله و أصدقائه. تعد نفس الطعام. تحبه نفس قدر الحب. ترغب في إسعاده مثلي.

 مكاني في قلبه كان لابد أن يكون من نصيب فتاة أخرى... تمنيتُ أن أشبهها. و جعله ذلك رافضًا لي كشخص. محبًا لي كقلب. معجبًا بي كعقل. ممتن لما أفعله من أجله. لكنه لم يخفيني سرًا. كان يرمي بمثل هذا الكلام في وجهي كحقيقة عليَّ أن أعترف بها - أن أرى أنه في حبه لي و وجوده بجانبي الكثير من التواضع المحمود و الكرم الحاتمي الذي يكمن بروحه.

لكن من وقت لآخر كان يهدأ و يسكن إليَّ. و كان ذلك يحدث دائمًا و أنا على وشك أن أيأس منه.

و أنا... أحببته. كنتُ سعيدة بشقائي معه. أحببته ذلك الحب الذي كنت أشعر بوخزته في قلبي و أنا مراهقة أشاهد مشاهد البكاء في أفلام الحب ، و أقرأ عن التضحيات في الروايات. كنت أفعل كل شيء ، و مستعدة أن أفعل أي شيء كي أسعده ، حتى على حساب تعاستي أنا. و هو كان يعلم ذلك. كان راضيًا به ، لكنه لم يكن سعيدًا. و أنا لم أراوغ نفسي. كنت أعلم ذلك جيدًا. و رغم أنني كنت أقول كثيرًا أن الأمر كان باختياري ... إلا أن الحقيقة هي أنني كنتُ مسيرة بقوة ما... و في نفس الوقت ، إن لم تكن موجودة ، فكنت سأختار أن أكمل نفس الطريق.

 لستُ ملاكًا. أعلم.

أعلم أيضًا أن التضحية في الحقيقة لا تشبه ما يحدث في الأفلام... أن أتلقى رصاصة بدلا منه أو أن أرمي بنفسي أمام السيارة التي كانت ستصدمه - كنت مستعدة على فعل ذلك دون تردد ، لكن كل ذلك لا يضاهي شقائي مع نفسي و أنا أحاول أن أجبرها على تقبل طباعه ، و لا يقارن بألمي و أنا أضمد جروحي من خبطاته لي ... و استخفافه بخبراتي ... و كونه كان يرى أنني ، كأنثى ، لا أخطف الأنفاس.

... هل حان وقت الصراخ من الألم؟

تعلمتُ أن قصص الحب الحقيقية تشبه البينج بونج ، لكن في هذه اللعبة عليَّ أن أضرب الكرة نحو الناحية التي تمكِّنه من تلقيها بأسهل ما يمكن. و في هذه اللعبة لا يوجد رابح أو خاسر ، علينا أن نحافظ على الكرة هكذا؛ طائرة في الهواء واصلة بيننا.
أحيانًا ، أثناء اللعبة كنتُ أشعر أنه يتواضع كي لا يرهقني ، لكن معظم الوقت كنتُ أرى أنه يختبرني ، و يصعب عليَّ الأمور كي يتأكد أنني لن أتخلى عن الكرة. كان يخبيء انبهاره أحيانًا ، و يخجل من نفسه أحيانًا أخرى عندما يرى أنني مستعدة لأن أسقط على وجهي كي لا أترك الكرة تسقط. لم أسمح للكرة بالسقوط ، ظلت الكرة طائرة بيننا في الهواء. أنا من كنتُ أسقط و أعاود النهوض ، و أحيانًا كنتُ أدور حول الطاولة و أضرب الكرة نيابة عنه...عندما كان يرغب في التفريط في كل شيء.

لم يكن رجلاَ شريرًا.

لن أضع نفسي حَكَمًا على ما حدث. فمن ناحيتي أنا، ما أنا متأكدة منه هو أنني عرفتُ ما هو الحب، و رأيتُ أنها معرفة قيِّمة تستحق أن أشقى هكذا عرفانًا بتلك اللدعة التي تعطي الرضا ، و تعطي القوة في مواجهة العالم... حتى بعد انتهاء القصة.
***

الآن ... بدأتُ أصدِّق أن هذه ستكون نهايتي كشخص يكتب. أصبحت كليشيهات الحب تستنفد صبري ، لذلك صرتُ أبسِّط الأمور أكثر مما ينبغي؛

لم يكن يريدني.

كان يريد شخصًا آخر.

لا داعي للصراخ من الألم بعد أن انتهى كل شيء.

شكرًا للقراءة. سندويتش حلاوة للعشاء. تصبحون على خير.

----

* فوتوغرافيا: أسامة حلمي (أوز أوز)